جديد المدونة
Loading...

حديث اليوم

في باب التقوى


باب في التقوى.

عن أبي طريفٍ عدِيِّ بن حاتمٍ الطائيِّ رضي الله عنه قَالَ:سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: (مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ ثُمَّ رَأَى أتْقَى للهِ مِنْهَا فَليَأتِ التَّقْوَى) رواه مسلم.

في هذا الحديث بيَّن النبي عليه الصلاة والسلام: أنك إذا حلفت على يمين، ورأيت غيرها أتقى لله منها، فكفر عن يمينك، وأْتِ الذي هو أتقى. فإذا قال قائل: والله لا أُكلم فلانا، وهو مسلم، فإن الأتقى لله أن تكلمه، لأن هجرَ المسلم حرام، فكلِّمْهُ وكفِّر عن يمينك، لأن هذا أتقى لله ولو قُلت: والله لا أزور قريبي، فهنا نقول: زيارة القريب صلة رحم، وصلة الرحم واجبة، فَصِلْ قريبك، وكفر عن يمينك، لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: ((فرأى غيرها خيرًا منها فليُكَفِّر عن يمينه فلْيأتِ الذي هو خير)) (321) وعلى هذا فقس. والخلاصة أن نقول: اليمين على شيء ماض لا يُبحَثُ فيها عن الكفارة، لأنه ليس فيها الكفارة، لكن إما أن يكون الحالف سالما أو يكون آثما. فإن كان كاذبا فهو آثم، وإن كان صادقا فهو سالما. واليمين على المستقبل هي التي فيها الكفارة، فإذا حلف الإنسان على شيء مستقبل وخالف ما حلف عليه، وجَبَتْ عليه الكفارة، إلا أن يُقرِنَ يمينه بمشيئة الله، فيقول إن شاء الله، فهذا لا كفارة عليه ولو خالَفَ. والله الموفق.

( رياض الصالحين ) من كلام سيد المرسلين.

0 التعليقات:

إرسال تعليق